ما الشعرة الفاصلة بين مانرغب وما يتحتّم علينا فعله؟ يغوص العديد من الأفراد في أحلامٍ وآمال مقتدّه متخيلين مستقبلهم بأبهى حلّة، ولكن عندما يتحتّم عليهم فعل شيء ما وأخذ الخطوة الأولى لتحقيق تلك الأحلام الهائمة، تبدأ مشاعرٌ غير مألوفة ككائناتٍ فضائية تغزو الأرض -عقل الإنسان- فيبدأ بالتخبّط يمُنةَ ويسرةَ، وتأكل الاسئلة عقله، كدودة تنخر الزوايا وتتلذذ بها، ولكن لماذا؟ أشعرُ دائمًا بأن هنالك شيء رفيع وعلاقةٌ واضحة مابين الرغبة والواجب، فالرغبة كالنورس الحرّ الذي تارةً يحلقُ في السماء وتارةً اخرى على ميناء الشواطئ، هي حرّةٌ بالفعل، لأن الرغبة لا يحكُمها واقعٌ وشروط، تطير بحريةٍ في عقولنا ولا تخشى شيئًا، تجعلنا نؤمن بأننا أبطالٌ خارقون، فاحشون الثراء، مبدعين حدّ النخاع، وكل تلك تخيلاتٌ لما قبل النوم، تجعلنا ننقلبُ على الطرف الآخر من الوسادة وعلى شفاهُنا طيفُ ابتسامةٍ لطيفة، لأن زُرعت في داخلنا الرغبة بذرتها الأولى، وهي الشغف.
حينها تنطلق شرارةً سريعة حينما نستيقظ ونتبنّى الأحلام والآمال، ونبحرُ مسافاتٍ طويلة مستندين على رغبتنا في النمو والازدهار لأن تلك الرغبة جعلت مننا شُجعان وأقوياء، حتى هذه اللحظة يبدو أن كل شيءٍ يَسيرُ على مايرام صحيح؟
سأخبرك ياعزيزي القارئ بأن قاربُ الإبحار قد اصدم بحجرٍ ضخم يُسمى بالواجب -مايتحتّمُ علينا فِعله- وحينها نقف عاجزين أمام تلك المهمة التي يسوّل لنا عقلنا بأنها مهمةً مستحيلة، على الرغم من أنها قد تقطعُ لنا شوطًا طويلة يوصلنا لواقع رغباتنا، ولكن يعتمرُنا الخوف ونرتديه بدلًا من أن يرتدينا، نشعرُ حينها بالخوف من عدم كفايتنا والخوف من أنفسنا، والخوف من القادم، وتصبح غمامة الخوف تغطي أعيننا.
عصر هذا اليوم وُكلتُ بمهمّة ضخمة، أعلم بأنها ستجعلني اخطو عشرة خطواتٍ للأمام، ولكن أشعر بأنني لست كافية
وأشعرُ بالخوف في الآن ذاته.
تعليقات
إرسال تعليق