الباب الأزرق.. بعيدًا عن ضوضاء الحياة


 مرحبًا, تنقر أصابعي لوحة المفاتيح ويتبادر لذهني العديد من الأفكار, بدأت بالتساؤل عن ماهية المقدمة التي سأكتبها لتدوينتي الأولى ولكنني أعتقد بأنني سأبدأها كقصةٍ قصيرة.

تقفز في ذهني فكرة إنشاء مدونة لنشر ما يدور في أغوار نفسي ولأتحدث بشكلٍ مطولّ عن مشاعري تجاه الأحداث في حياتي, وأيضًا الكلمات حبيسة تلك المستندات هي تود رؤية الضوء يومًا ما وأقصد بالضوء, هو قارئٌ ينظر نحوها, ويستشعرُ قيمتها, تلك الكلمات التي قمت بصفّها في أحلكِ ايامي, وفي شدة سروري أيضًا. قلت لنفسي, إذن المدونة هي فكرة رائعة, هذه الفكرة أصبحت عادتها هي المرور لذهني بضعة أيام لمدة سنتين بأكملها, ولأنني كنت طالبة جامعية منغمسة في تلك المآزِق التي يواجهها أيّ طالب طموح, لم اجد وقتًا كافيًا حقًا لبدء مدونة.

واستمريت في كتابة مذكراتي بشكلٍ متقطع, لأن فوضى الأفكار في رأسي لن تهدأ ابدًا حتى اطلق العنان واعبّر عنها بكلمات مطولة, حينها تهدأ فقط ويعود عقلي للعمل . حسنًا انتهيت من دراستي الجامعية قبل عدة أشهرٍ تقريبًا, شعورٌ رائع ولكنه في الآن ذاته مخيف شعرت بأنني فراشةٌ اعتادت بستانها, ولكنها أصبحت الان مجبرة على الخروج من هذا البستان لتواجه العالم من حولها.

كتبت في حسابي الشخصي على منصة X قبل عدة أشهر, بأنني أخشى أن تتحول تلك البساتين التي اعتادتها الفراشة لحقول قمحٍ في غاية الجفاف خالية من الألوان والشعور الرائع التي تمتلكه البساتين المذهلة, وذلك التحول هو من سيقتلُ الفراشة حتمًا.

 إذن نعود لموضوع المدونة, في تلك اللحظة ظهرت الفكرة مجددًا لذهني ولكن هذه المرة كانت تلحّ علي بشكلٍ كبير, حينما استعدُ للنوم تبدأ بالنقر كنقارٍ ينقر الخشب, خضعتُ لها وبدأت بتجهيز المدونة بالفعل, وها أنا الآن أكتب.

هروبًا من عالمٍ لعالم آخر كان اسمي هناك.. غَسَق.

الظُلمةِ الأولى لليل, بعد غروب شمس يومٍ طويل.

وداعًا انتصف الليل بالفعل, لنلتقي مجددًا.

تعليقات