منتصف شهر أكتوبر



 هذه الأيام حديثي الوحيد مع والدي هي أحوال الطقس، عندما اخرج للخارج دائمًا ما اخبره بأن نسيم الليل أصبح ابرد عن ذي قبل وأن الشتاء قادمٌ بالتأكيد وعندها يردف قائلًا جملته الشهيرة "مابقى الا شهر يا غسق على الشتاء بتجيك الأيام الممطرة والبراد الزين" يتحدثُ ابي بلهجةٍ ثقيلة، تليق برجلٍ مثله تعمدتُ كتابتها بالعامية حتى أنقل لكم شعور تلك الكلمات ، فموسم الشتاء هو من أحبّ المواسم لقلبي، لا سيما بأنني اسكنُ في منطقةٍ حارّة وجافة معظم الأيام، وشتائها وأمطارها في غاية الروعة، وإن كانت هذه المنطقة مزدحمةٌ دائمًا وتعجّ بالكثير إلا أنني احبها كثيرًا، على العموم نعود مجددًا نحو فصل الشتاء المذهل، عندما يغزو هذا الفصل المذهل المنطقة وتستقبل السماء الأمطار والعواصف الرعدية وتنتشرُ في الأجواء روائح الحطب المحترق مختلطٌ بطين الأرض جرّاء تساقط الأمطار، حينها اشعرُ ببهجةٍ كبيرة واتساءل هل المناطق الاستوائية يشعرون بالإمتنان تجاه قطرات المطر المتساقطة عليهم طيلة العام؟ أم عندما اعتادوا عليها فقدوا شعور المتعةِ بها؟

عندما اشعرُ بالإحباط هذه الأيام جرّاء ضغط العمل وتراكم بعض المشاعر القديمة وفوضى الأحداث، اتذكر شيئًا واحدًا بأن الشتاء قادم وبأن هنالك شيئًا يستحق الانتظار حقًا.

أتعلمون يارفاق ماهي أمنيتي الحقيقية؟ إنني اتمنى أن اشهد تساقط ندفات الثلج لأول مرةٍ في حياتي، اريد أن امدّ كفيّ واشعرُ بصقيع تلك الندفات التي تذوب بسرعة في دفئ يديّ، أريد ذلك حقًا ولكت اعتقدُ بأنني لن اشهدهُ أبدًا في منطقتي، الا عندما اسافر لدولةٍ أخرى من الممكن أن اشاهده.

ولكن هنالك سببٌ يدفعنا للبقاء على قيد الحياة ف أكتوبر أصبح في منتصفه، والشتاءُ قادمٌ يارفاق. 

تعليقات