القيد

أحتنق أو أختنق أو أحترق

لعنته الآف المرات في سرّي وجهري، ذلك الناقص من يتفوه بهراءاتٍ أمامي، من يرفع صوته لأجل إخراسي وتقييدي، يحاول جاهدًا أن يكمّم فمي وعيني وأذنيّ، يسعى جاهدًا لتدميري، احتنق وأستشيطُ غضبًا، لماذا؟ لماذا يملك تلك السلطة الواهية في يده لوعضي؟ لماذا يعتقد بأنه يملك سلطة عليّ! اللعنة عليه وعلى وجوده في حياتي أتمنى أن يختفي منها وإلى الأبد، لأنني من هذه اللحظة بُدأت أكرهه كرهًا هائلًا.

أختنق، فتلك الحرية التي أوهمت بها نفسي، كانت وهمًا وميزةً كما يقال قد تُسلب مني في أي وقت، أختنق لأنني لا أشعرُ بأنني أملك سلطةً لي في حياتي، أختنق لأنني قد أرى كل شيء عملت له ولأجله يذهب أدراج الرياح، أختنق لأن الحروف اللعينة تذهب من محيط عيني جراء تلك الدموع الهائلة التي تنهمر، أختنق لأنني أشعر بأن كل شيء يخنقني، ويسلب مني وهمًا لطالما ظننت أنني أمتلكه، أختنق لأنني ولدت في هذه البقعة وسط مجتمع بائس.

أحترق، غضبًا على أنني لم أستطع الرد بالطريقة الصحيحة خوفًا من فقدان مميزاتي، أحترق لأنني أشعر بالحزن على نفسي، أحترق غضبًا لأنني أود محيه من على وجه الأرض، أحترق حزنًا على طائرٍ في قفصٍ زجاجي ظنّ للوهلةِ الأولى أنه حرّ...

أقاوم تلك المشاعر ولكنها لم تتوقف عن خنقي وحنقي واحتراقي، هل سأبقى دائمًا هكذا؟

هل سيسلب مني كل شيء دفعة واحدة؟ هل سأقتلُ على قيد الحياة؟ أشعرُ بالغضب الشديد الذي يكاد أن يحوّل كل شيء بداخلي لنارٍ مستعرة، أخشى أن أفقد كل شيء أحلامي وآمالي، وأخشى أن أفقد نفسي.

تعليقات