غيابةِ الجبّ

صورة منشور القصة

تحذير: ستحمل هذه التدوينة كلماتٍ تجهشُّ بالبكاء وحروفٍ نازفة.
أصبح البكاء في دورات المياه ذات الإضاءة البيضاء الكئيبة، عادةً يوميّة، أذرف دموعًا ساخنة تكاد أن تحرق خديّ أشتم وألعنُ في داخلي، وأمسح الدموع قبل أن تصل لمنتصف وجنتيّ، أنظرُ نحو أنفي المحمرّ واتساءل في داخلي «هل يستحقّ الأمر؟»
قد لُعنت بلعنةٍ أبدية، قد قرأت في إحدى الروايات أن هنالك لعنة خرافية تُسمى «لعنة الصيّاد والثعلبة» تقول بأن الصياد وقع في حبّ تلك الثعلبة التي كانت تتحول لفتاةٍ في غاية البهاء والجمال، ولكنها في أصلها ثعلبة، يقع الصيادُ في حبها، ،ولكن لأنه صيّاد أصبح يطاردها نيّة قتلها، لأن تلك تُجبل الأمور، لا الصياد قادرٌ على العيش في قصةِ حبٍّ سرمدية مع من كَتب عليه القدر مطاردتها حتى قتلها.
وأشعرُ بأن تلك لعنتي، وبأنني الصيّاد والثعلبُ هو طموحي، اللعنة لا أود قتله، أو حتى أذيته، ولكنه مكّار ويؤذيني، أخشى أن لا أستطيع كَسر لعنة الصياد، وأن أبقى دائمًا ألاحق ذلك الطموح ولا أصلُ إليه.
عاد بريدي يمتلأ بـ "أتقدم بطلب الانضمام لكم بشاغر***" نعم تلك الدوامة عادت من جديد، لأنني أصبحت أمقتُ ذلك المستنقع الذي بدأتُ بالغرق به، أحاول إنقاذ نفسي منه، ولكنني أفقد القدرة على التنفس في كل مرة.
حين أستيقظ من النوم على صوت المنبة المضبوط على الساعة السابعة والنصف صباحًا، أول فكرةٍ تتبادر إلى ذهني، إلى متى؟
سأبقى عالقةً هنا؟ متى الخلاصُ والفرج؟ 
تطأ قدماي ذلك المكتب المُقيت وتراودني فكرةً واحدة، فكرة الفِرار من ذلك المكان وتقديم الاستقالة، ولكنني أخشى تلك الخطوة على الرغم من رغبتي الشديدة بها، لأن لا يوجد لديّ بديل كما أن لديّ إلتزاماتٍ مالية وأخشى أن أصبح عالقةً في المنزل ولا أحصل على فرصةٍ أخرى، إنه شعورٌ أشبهُ بالموت البطيء، خائفة وتائهة ولا أعلم ماهي خطوتي التالية، أخشى أن أفقد نفسي أو أن أسقط في غيابةِ الجبّ.

تعليقات