حُمى الصيف

 

استيقظتُ صباح يوم الخميس بأشواكٍ في حلقي، تجاهلتها حتى لا ازيد من الأمر سوءًا بالتفكير بها، ذهبت للعمل كيومٍ روتيني الا انه كان به نفحةً رائعة من نفحات راحةٍ مذهلة جرّاء الاستراحة من الكدّ لساعاتٍ طويلة طيلة الأسبوع.

كان المكتب كالقطب الجليدي شديد البرودة وأعتقد بأن ذلك ماتسبب في اصابتي بالحُمى والزكام عندما عدت للمنزل، على العموم كان يومًا لطيفًا ذهبنا به لمطعمٍ يبدو فاخرًا وتناولنا الطعام كغداء عمل، بصراحة تلك الغداءات التي تخصّ العمل تخنقني نوعًا ما، فالطعام يبدو لذيذًا حقًا ولكن تلك البروتوكولات والاتكيت اللعين لا يجعلني أتناول الأشياء كما اريد بل أحاول فقط أن اتناول قليلًا حتى يمضي الوقت سريعًا ونعود مجددًا للعمل، شعرتُ حينها بأن الطعام مهما كانت لذّته لا يملك قيمته عندما تكون مع أشخاص لا تكنّ مشاعر لهم، فقبل ذلك العشاء بأسبوعٍ واحد فقط، ذهبت مع شقيقتي لمطعمٍ كوري في إحدى الزقاق كان يملك اضواءً حمراء في كل مكان بشكلٍ يثيرُ الضحك، وكان الطعام ذا لذّةٍ لم تختفي من فمي، لأنه كان معها فقط، فنظرية أن الطعام يصبح لذيذًا بشدة عندما تكون مع من تحب، تلك نظرية صحيحة ١٠٠٪ وفقًا لتجربتي الخاصة، على العموم عدت للمكتب وأن اشعرُ ببدايات حمى الصيف، تلك التي تداهمك في وسط فصلٍ شديد الحرارة، ومضى يومين منذ أن عانيتُ منها، تناولت مهدئًا للزكام، وخفّض أشتعال الحرارة في جسدي وتلك الأشواك في حلقي والسيول التي لم تتوقف من أنفي، اكتب تلك الكلمات في يوم السبت ليلة الأحد، غدًا ستكون بداية أسبوعٍ آخر آمل أن يكون أسبوعًا مشرقًا، وأن تهدئ بشرتي من ذلك الهيجان الذي أصابها..


تعليقات