إنها الحادية عشر مساءً يارفاق، بعد يومٍ كان طويلًا نسبيًا ومليئًا بتجربةٍ بدت للوهلة الأولى غريبةً كليًا عليّ، ذهبت للاستحمام حتى أُجددُ طاقتي وأستشعرُ انسياب الماء وأتخيل بأن كل شعورٍ مزعج قد يناسبُ معه، ولكن بدت فكرةٌ مُلحة تطرق عقلي بشدة، نعم إنه ذلك الطرق المألوف، الطرق اللحوح..
يجب علي أن أنطلق ولو لخطوة واحدة في مجال الإنتاج السينمائي، ومايحتويه من تفاصيلٍ مُبهرة، وكتابة السيناريوهات وخلق الشخصيات الفريدة، ويالها من متعةٍ حقيقية عندما أرى تلك الشخصية التي كانت على ورق أصبحت تتحدث، ولكن بدأت بالتساؤل كيف سأبدأ؟ وإن صحّ التعبير من أين سأبدأ؟ أين هي الخطوة الأولى الحقيقية؟ وهل هنالك خطوةٌ أولى من الأساس؟ أتخيل كيف بأنني سأبدع بشيءٍ هواهُ فؤادي، أتعلمون بأنني دائمًا ما أتخيلُ الأحداث من حولي كمشاهدٍ في فلمٍ ما؟ يبدأ عقلي بالتحدث، انظري انه المشهد الأول -عندما أواجهُ موقفًا عاديًا- ويعاود بالاشارة مجددًا للمشهد الأكثر توهج عندما يحدث موقفٌ ما يبدو خارجًا من مشهدٍ سينمائي.
الأصوات والأحداث والأشخاص، اقسّمُ كل شيء لأجزاء من المشهد لأنني حقًا مولعةً بذلك، ولكن هل هذا الولع سيُسفرُ شيئًا بالمقابل؟ أم سيكون مجرد ولعٍ مؤقتّ سينتهي مع مرور الزمن؟ ولكنني سأحرصّ أن لا ينتهي أبدًا، وأن اسعى نحو ذلك الأمر حتى وإن لم يكن ذلك السعي بخطواتٍ كبيرة، كل خطوة صغيرة ستؤدي لخطوة أكبر في المرات القادمة بالتأكيد.
في الأشهرُ الماضية كنت ألتقطُ صورًا للممر في مقرّ عملي، ممرٌ طويلٌ ممتدّ تومضُ الإضاءاتُ به وكأنها ممسوسة، وفي بعض الأحيان تتعطّل ويصبح الممر مظلمًا ماعدا نهايته، يبدو كمشهدٍ عاديّ ؟ ولكن بدى لي في غاية الروعة، حينًا أتخيلُ ولو أن مجموعةٌ من الأموات الأحياء سيهاجمونني في نهايته، وتارةً اخرى أفكرُ بشخصٍ يرتدي قلنسوةً سوداء يبتعدُ مسرعًا وحينما ألحقه بخطواتٍ مسرعة يختفي من الوجود وكأنما تبخرّ في الهواء، إنني أعلم بأن لا أحد من زملائي في العمل يفكرُ بتلك الأفكار التي تبدو جنونيةً للوهلة الأولى، ولكن يشعرني ذلك بنشوة من نوعٍ رائع بأن تلك الأفكار بالتأكيد تجعلني اتنفس بعيدًا عن ضغط العمل، حسنًا صحيحٌ بأن فكرة الانتاج السينمائي خطرت في ذهني عندما كنتُ أستحمّ ولكن ذلك لا يعني بأنها من أفكار الاستحمام التي تتبخر، أشعر بأن هذه الفكرة علقت في ذهني وسأستمرُ ورائها، وآمل أن تُسفرَ عن شيءٍ رائع يومًا ما.
تعليقات
إرسال تعليق