أختنق أو أحترق

 

يدان غول ضخم الهيئة تقبضُ بشدة على عنقي، استمع لصوت حطام وأدعو الله أن لا تكون عظامي، يخنقني بشدة عند خروجي من باب تلك العيادة، وهواء بارد يتسبب في رعشةٍ لعمودي الفقري، كنت أرتدي بجامة قطنية خفيفة، وأمشي باحثةً عن سيارة أبي، صوت اغنية تصدح في الاختناق المروري أمامي، وفكرةٍ لعينة بأن تدهسني سيارة تجعلني ابطأُ من حركتي عمدًا..

ركبت وبدأ والدي بسؤالي مالذي حدث، اخبرته بأن كل شيء على مايرام، ولكنني في داخلي أود البكاء بصوتٍ عالٍ بشدة، وأشتم ، يتنحنح والدي عدة مرات وهو يسترقُ النظر إليّ ليطمئن، ولكنني كنت منكمشة على نفسي أفكرُ مالذي سيحدث تاليًا وكيف سأكمل إلى نهاية الشهر، كيف سأعيش وأُعيّش نفسي، أشعرُ بالشفقة الشديدة على نفسي حقًا، وعلى تلك المشاعر المثيرة للإشمئزاز التي تعتدي على عقلي، أشعرُ بالحزن لأنني لا استطيع السيطرة عليها، ولأنني لا أعلم لماذا لا استطيع السيطرة عليها.

اراها أمامي، أنظر نحو صورتي، لماذا؟ لماذا المقارنة! كفيّ عن ذلك أتوسلُ إليك أن تكفيّ، وعند ذهابي لذلك الطبيب زاد الطين بله، لم يسعفني بل جعلني أغرقُ أكثر في ذلك الوحل، تغبّش الرؤية ولا استطيع رؤية الأحرف، اراها كتوائمٍ متشابهة تتحرك بجانب بعضها البعض كالطيف، أخشى أن تتجرأ تلك الدموع على الخروج، فأمامي عائلتي التي كذبت عليهم مثل كذبتي على أبي بأنني بخير، أشعر بالغضب من كل شيء 

تعليقات