عطلة نهاية أسبوعٍ هادئة

 

يغمر الهدوء المحبّب لقلبي أنحاء المنزل، بعدما كان يضجّ بضوضاءٍ لا تنتهي، كان منزلنا كالمضيافِ تمامًا في عطلة نهاية الأسبوع، فتبدأ العوائل التهافت إليه وكأنه محطّ تجمعٍ، وذلك لتواجد جدتي بيننا، ويالحُسن الحظ أن التواجد لفترة مؤقتة، أبدو قاسية بحديثي صحيح؟ ولكن تلك مشاعري الحقيقية وأخذت عهدًا على نفسي أن تكون هذه المدونة يكتب فيها كل شعورٍ حقيقيّ أشعرُ به دون أن أخجل منه أو أن احاول اخفاءه.

هذا الأسبوع مختلف نوعًا ما، فعاث فايروس من نوعٍ مجهول الفساد في منزلنا، وأخذت الحمى تنتقل من جسدٍ لآخر، وارجو أن لا يزورني هذا الفايروس فإنني لا أقوى على تحمل التعب وأمقتهُ بشدة، ولذلك ابتعد الجميع ولم يفتح -المضياف- بابهُ للزوار كعادته خوفًا من إنتقال العدوى للجميع، بصراحه اعاد هذا الوضع لذاكرتي فترة فايروس كورونا، وعام ٢٠٢٠، كان عامًا كالحلم، انقضى ولا اتذكر منه الا لقطاتٍ شديدة الضبابية، اختفت التفاصيل تمامًا من ذاكرتي.

استيقظتُ صباحًا وتناولتُ الفطور دون عبء من سيأتي في عشية يوم الجمعة لمنزلنا، أخذتُ أقرأُ كتابًا بهدوء، وكأنني لفترةٍ طويلة توقفت عن الركض حقًا، يارفاق كان الأمر مرهقًا هو أنني أسبوع بأكمله اشعرُ بإرهاقٍ شديد في العمل، وعندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع لا استطيع الراحة فيها جرّاء الضيوف الذين يجب عليّ لبس قناعٍ معين لتحيتهم والحديث معهم دون أن أشعرهم بأنهم أفراد غير مرغوب فيهم، حتّى إنني لا استطيع التعبير عن ذلك عندما اتحدث مع والدتي وحدها وأخبرها بأن الأمر أصبح يخنقني وأنني لم أعد أجد الوقت الذي أتنفسه به عميقًا، وعندها تقول جملتها المعتادة "إن لم تريدي لقائهم اصعدي لغرفتك وتوقفي عن التفوه بالترهات" في البداية ظننتُ أن حديثها صادق! ولكن عندما اذهب لغرفتي لأنني أودُ الراحة وعدم لقائهم تبدأ بإبتزازي عاطفيًا وتخبرني بأنها تشعرُ بالحزن لأنني لست مع كمّ البشرية الهائل بالأسفل في منزلنا.

إن طاقة الفرد في تحمل البشر من وجهة نظري تقف عند حدٍ معيّن، من غير الطبيعي أن يصبح الشخص اجتماعيًا على مدار الساعة يحتاج لسويعات يختلي بها مع نفسه على الأقل! 

على العموم عندما انهيتُ قراءتي ذهبت لمشاهدة حلقةٍ من مسلسلٍ مفضل، يبدو في غاية الإبتذال ولكنني أحب هذا التصنيف تحديدًا تصنيف الأعداء لاحباء، أكادُ أجنّ عندما أجد مسلسلًا جديدًا يحملُ هذا التصنيف، لأنني بالفعل شاهدت كل شيء من هذا التصنيف المذهل هناك تركيبةٌ عجيبة في تلك العلاقات تحملني بكل جدية لإكمال مشاهدة الأعمال حتّى النهاية.

أعتقدُ بأن من المفترض أن أسمي التدوينة خليطٌ من المشاعر، لأنني تحدثت عن عدة مواضيع في الآن ذاته يالهُ من أمرٍ مضحك، على العموم أعتقدُ بأنني سأكمل قراءة روايتي الآن -اسم الرواية لغة الزهور بالمناسبة- لأنني أشعرُ بالحماسة تجاهها، آمل أنكم قضيتم عطلة نهاية الأسبوع براحةٍ وسعادة، فالجميع يستحق ساعاتٍ من الراحة وساعاتٍ من عمل اللاشي فعليًا.

تعليقات