دموع في ليلةٍ ممطرة

يبدو العنوان كمسلسل يملك تصنيفًا دراميّ صحيح؟ كان ذلك اليوم يحمل طابعًا دراميّ وغريبٌ بحقّ.

استيقظتُ صباح يوم الأحد الماضي ، على صوت المنبه المزعجّ اعتقدتُ أن الساعة مازالت السادسة صباحًا والذي هو بالمناسبة ليس ميعادُ استيقاظي ، ولكنها كانت السابعة والنصف بالفعل، تساءلتُ عن لماذا لم تشرق الشمس بالكامل؟ حينها ذهبت لدورة المياة وتناولت بعدها إفطاري وحين خرجت رأيتُ السماء ملبدةً بالغيوم ورائحة المطر تملأ المكان، ابتهجت أساريري وتفاءلتُ خيرًا بهذا اليوم، وصلت لمكان عملي في ميعادي الدائم، اخبرتني زميلتي بالعمل أن مشروعٍ ما كنت متحمسة له بشدة قد طلب العميل بشأنه اجتماع، وذلك الاجتماع سيحدّد مصير ذلك المشروع، في قرارةِ نفسي أقول بأنني سأفعل كل شيء حتى أحصل على الموافقةِ منهم، وفي وسط تساقط الأمطار الغزير عندما رمقتها ببصري من النافذة الضخمة في المكتب ، ندهت لي زميلتي بأن الاجتماع بدأ الآن.

تحدثتُ بثقةٍ كبيرة وناقشتُ أموراً كثيرة حتّى بالفعل اقنعتهم، وتمت الموافقة على المشروع، خرجت مني ردة فعلٍ مضحكة نوعًا ما ولكنني كنتُ في غاية الحماسة، انطلقتُ للتنظيم له وللحديث مع هذا وذاك واتصالاتٍ من كل مكان، يجب على هذا المشروع أن يُنفذ على أكمل وجهٍ ممكن! ذلك ماكان يساورني طيلة بحثي، بعد الساعة الثانية ظهرًا أصبت بالارهاق فذهبت لغرفة الاستراحة حتى أعاودُ التنفس قليلًا، حينها دخلت زميلتي وزفّت إليّ خبرٌ قاسٍ ، أن المشروع قد رُفض من قبل الإدارة بسبب ميزانيته العالية، شعرت بغضبٍ واحباطٍ شديدين، بدتُ أشتمّ الرئيس تارة وأدعو الله تارة أخرى، كان ذلك الرفض قاسيًا عليّ، كنت في غاية حماستي! لماذا حدث ذلك.

دقت ساعة انتهاء العمل، وشعوري بالاحباط مثقلٌ كاهليّ كحملٍ ثقيل ، تحجرت الدموع في عينيّ كحجرٍ حقيقي آلمني بشدة، كانت السماء تمطر بخفةٍ ولطف، والهواء شديدُ البرودة، مشيت تحته بشعورٍ مثقل حتى استطعت الوصول إلى السيارة، وغصتُ في نوبةِ بكاءٍ آلمت عينيّ وحلقي، لماذا الرفض؟ ولماذا لم أتقبل ذلك الشعور بالرفض؟ تسيل قطرات المياه على النافذة بانسيابيه كبيرة، وانظر لنفسي أجهش بالبكاء في ليلةِ ممطرة، ولكن لا بأس، لابدَ لي من تقبل الرفض حتى استطيع أن اكمل وأصل لما اريد، أود أن يعاود المطر السقوط بصراحه لم أكن في ذلك اليوم بكامل وعيي للاستمتاع به.

تعليقات