منتصف الأسبوع الماضي

 

مرحبًا يارفاق، لقد مضى وقتٌ طويل منذ آخر تدوينةٍ قمت بكتابتها، مررتُ بالكثير الفترة الماضية، ولم أجد فُتات الوقت لا للقراءةِ أو حتى الكتابة، كنت في عاصفة عمل كما اسميها، مالذي حدث في تلك العاصفة؟ حدث الكثير بصراحة.

عصر يوم من أيام الأسبوع الماضي كُلفتُ لأول مرةٍ بعملٍ أجهله بالكامل، كان عبءً زائدًا عليّ وشكل الأمر ضغطًا كاد أن يكسر عنقي، حينها كنت في غرفة الاجتماعات مع عدة موظفين، كنت أشعر بالاختناق لأنني لا أفهمُ شيئًا مما يقولونه، مما جعلني اشعر بضغطٍ هائل على عقلي، دخل المدير غرفة الاجتماعات الزجاجية وبدأ بالتساؤل عن آخر مستجدات العمل، وبعد دقائق فار كالبركان الغاضب، يلقي كلماتٍ غاضبة، ليس لي، أدركتُ ذلك متأخرًا ولكن لحظتها ظننت بأن كل كلمةٍ كانت موجةً لي، كبحتُ مشاعري المرتعبة، لم اشعرُ بالخوف منه، ولكن شعرت بأنني لا أود أن اظهر أمام الجميع بأنني حمقاء لا تعرف شيئًا، إنه امرٌ سيء أن احكم على نفسي بتلك القسوة صحيح؟ لكنني في ذلك اليوم كنت كمن غُيّب عقله جرّاء ضغطٍ هائل وقع على عاتقه، سمعت منهم بأن العمل يجب أن ينفذ اليوم، ولم يتبقى على نهاية العمل سوى ساعة ونصف فقط! اطبق الضغط كفّيه القاسيتين على عنقي، ذهبت بعيدًا بجهازي المحمول حتى استطيع كتابة شيئ ما، وبعد ساعة عاد المدير مجددًا ملقيًا خطابًا مطولًا اثار مشاعرًا حانقة في نفسي، كان الضغط هائلًا ، لدرجة بأنني ظننت أنه يقصدني في كل كلمة، ولكن في حقيقة الأمر لم أكن المقصودة بتاتًا! دقت ساعة انتهاء العمل، ووقف بجانبي حينما كنت أجمع جهازي المحمول وأوراقي المبعثرة وأضعها في حقيبتي، وأخبرني بأن يجب أن ننجز العمل قبل الساعه العاشرة مساء.

 خرجت أجرُ خطوات ثقيلة، وأزفر أنفاسًا ساخنة في برودة طقس ذلك اليوم، ركبت السيارة وحينها اجهشت بالبكاء، ذلك البكاء الذي كبحتُ خروجه منذ الصباح، خرج دفعة واحدة، آلم حلقي، وعينيّ وقلبي أيضًا.

عدت للمنزل ومازلت في نوبةِ بكاءٍ لم تتوقف، لم أتناول شيئًا منذ الصباح، اخرجتُ سلطة فواكهة كان من المفترض تناولها في الثانية عشر ظهرًا ، ولكن لشدة الضغط لم أجد وقتًا اتناول به شيئًا، واخرجت جهازي المحمول واكملت العمل، توقفت مؤقتًا لتناول طعام العشاء، وحين الاستحمام فقط، عملت حتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل دون توقف، وكان الأمرُ مرهقًا حدّ الموت.

وانتهى ذلك اليوم اخيرًا، كان يومًا صعبًا مؤلمًا ومرهقًا، آمل حقًا أن لا تتكرر تلك الحادثة مجددًا وأن لا اخوض تجربة ترهقني حتى الموت.

تعليقات