منذ بضعةِ أيام فقط أصبح الطقس أكثر برودةٍ على نحوٍ مفاجئ، حينها خرجت من عملي في السادسة مساءً، كانت الحديقة التي تقابل مكان عملي تعجّ بالأطفال والسيدات والرجال، أنظرُ نحوهم وأنا اشعرُ بالإرهاق بعد ساعاتٍ من العمل الطويل التي قضيتها وعقلي محترق أنقرُ على جهازي اللوحي هناك على مكتبي المشترك مع ٥ موظفين غيري، يبدو الأمر من الوهلة الأولى أنه غير مريح صحيح؟
نعم يبدو الأمر احيانًا خانقًا لدرجةِ أنني أود الهروب نحو مكانٍ لا أرى فيه وجوههم.
نعود مجددًا للحظة دفعي للباب الزجاجي الخاص بمجمّعٍ يضم عدة مكاتبٍ مع مكتب عملي، استقبلتني الرياح الباردة على حين غَرّة حينها احتضنتُ نفسي قليلًا، وساورني شعورٌ يكاد ينافس لذّة النوم في ليلةِ على صوت تساقط قطرات المطر ، ومنذ ذلك اليوم أصبح الطقسُ يزدادُ برودة في كل لحظة ، أخرجتُ الصوفيات ذات الألوان الداكنة والشتوية، وبدأت بتناول الحليب مع الشاي اللذيذ، وبدأ ديسمبر نهاية عام ٢٠٢٤ الحافل بالأحداث المثيرة والتغييرات الكبيرة.
صباح اليوم في منتصف ضغط العمل الذي أصبح روتينيًا اضاءت شاشة هاتفي المحمول بالساعة الثانية عشر مساءً ونظرت نحو التاريخ فوقها الواحدُ من ديسمبر ، اجتاحتني مشاعرٌ سريعة ولكنها هربت سريعًا لأنها تعلم جيدًا بأنني سأغرقُ بها وأنها ستعطّلني عن أعمالي بالتأكيد ، آمل أن يكون عام ٢٠٢٥ عامًا مليئًا بالنجاحات والأهداف المحقّقة ، وأن أتعلم كيف أتعاطف مع نفسي وأتوقف عن رؤيتي لها تحت المجهر وأن أتوقف عن الخوف من المستقبل وعن الخوف من فقدان كل شيء، وددت أن يمضي هذا الشهر لطيفًا عليّ وأن أكون واعية أكثر تجاه نفسي ومشاعري وأيامي وأن أكون ممتنة، عن أتوقف عن المقارنات البائسة والتعيسة، وأن أحقق هدفي لجذب المزيد من القرّاء لمدونتي ومن ثم لروايتي، أن تصبح غسق دافئة كدفئ شمس الغسق، أن يصبح ذلك الوهج البرتقاليّ ملهمًا ورائعًا ، أرجوك يا إلهي قل لهُ كنّ وحققّ لي ما اسعى إليه.
تعليقات
إرسال تعليق