يبتلعني الوقت..



 دوامة الوقت التي تلاحقني وهوّاتها المظلمة تحاول ابتلاعي في كل مرة، أخشى أن أقف وأقع في تلك الهوّه وأخشى أن أتحرك وأبذل جهدًا مضاعفًا وأموت من شدة يأسي.

أتساءل دائمًا بتساؤلٍ يكاد أن يجلب الجنون لي «هل أنا متأخرة؟».

حين أنتهي من طرح هذا السؤال يبدأ الصراع في عقلي مابين صوتين متناقضين كالنار والماء. اخترت تشبيهًا كهذا لأنني أعنيه حقًا، فهنالك صوتٌ يخبرني دائمًا،

 مالذي يستعجلني للمضي قدمًا في كل خطواتي ويربت على كتفي بلطفٍ شديد بأن مازال هنالك وقت وما زال كل شيء بخير، توقفي قليلًا لتأخذي نفسًا عميقًا. يبدو كالماء لسلاسة حديثة أحب أن اسمعه دائمًا.

ولكن ذلك الصوت شبيه ألسنة اللهب، يلومني ويبدأ بتذكيري أسوء ماعندي لصفعي صفعة تدمي أنفي.

"تأخرتي عن الركب لفشلك لكونكِ خرقاء تقومين بإلقاء الأهداف وتنتظرين من الحظ أن يصف بجانبك ويقوم بتحقيقها لك، تظنين الحياة بتلك السهولة حتى تمتلكين أحلامًا تفوقكِ بأضعاف مكانتكِ. أنظري لنفسك في المرآة هل تعتقدين بأنك ستصلين؟"

حينها أجهشّ بالبكاء، ولكن لا أعلم هل لأنه محقٌ في حديثه يؤلمني قلبي، أم لأنه استطاع التغلب عليّ.

أشعر دائمًا بأنه ينظر إلي بتشفي ويبتسم بابتسامة صفراء مقززة، عندما يراني اضطجع على سريري وتنتابني نوبة صداعٍ شديدة جرّاء نوبة بكاء استمرت لساعات. إنه من الصعب حقًا أن يمتلك الشخص أحلامًا وأهدافها ويسعى باستماتة لتحقيقها.

هنالك ثمن لكل شيء في هذه الحياة وثمن الأحلام الكبيرة هو جحيم الطريق الوعر المؤدي نحوها. أخبرني في إحدى السنوات الماضية شخصًا أراه كقدوةٍ لي أحيانًا. 

"وجود هدف في حياتك هو مايجعلك على قيد الحياة ابذلي مافي وسعك وأعدكِ بأنكِ ستصلين لما تريدين يومًا ما".

ولكن مالذي يحدث إن كانت هذه الأهداف هي قيود حديدة، على شدة رغبتي بها إلا أنني أشعر بالألم الشديد في الطريق نحوها، أشعر بالألم الشديد عندما يتشابه اليوم مع الغد، أشعر أنني اقف مرحبةً بهوّة الوقت لتبتلعني.

آمل أن تصبح الأمور على مايُرام يومًا ما، وأن أصل، وأن لا يكون هذا الصراع سببًا لإصابتي بالجنون فقط.

تعليقات