حسنًا بدأ كل شيء قبل عامين بالتحديد، كطفلةٍ ومراهقةٍ عجّ رأسي بالخيالات والأفكار التي لا تنتهي، بصراحة أودُ ذكرها على سبيل المثال ولكنني قد نسيت معظمها والاخر محرجٌ قوله لسذاجته.
قارئة نهمة لكتب الفنتازيا التي تحكي عن عوالمٍ قد تتواجد أو ليس لها وجود على الارجح.. ولكنني كنت أشعرُ بالنشوة تعتريني وأنا اطلق العنان لمخيلتي الواسعة وأسلمها مفتاح باب الحرية، حتى تتخيل العوالم كما تريد، ومن حسن الحظ ذلك الكاتب
-الذي أقرأُ له- كان يتعمد ذكر رؤس للأقلام كوصفٍ لتلك العوالم، وأعتقد بأنه يعلم بأن هنالك قراء بمخيلاتٍ خصبة.
مضت السنوات وفي ليلة من ليالي شتاء ديسمبر القارس لسنة 2022 ، توقف العالم لوهلة وأصبحت خيالاتي تصبّ في مصبّ واحد، فتاة تستيقظ من كابوسٍ مروع لحريق هائل تسعى أن تنقذ عائلتها منه.
ذلك المشهد تكرر كثيرًا، لدرجة أنني بدأت بتخيل ألسنة اللهب وهي تستعر، ولهث الفتاة محاولة جمع أكبر قدرٍ من الهواء في رئتيها، حسنًا، في ليلةِ السابع من ديسمبر بدأت كتابتها، تلك الفتاة التي الحّت علي بكتابة قصتها!
وبدأت الرواية -وقد تنتهي- بطابعٍ سوداوي قاتم، صراع ونجاة من عالمٍ قاسٍ لا يرحم، انني افضل النوع المأساويّ من الأحداث لا أعلم لماذا؟ ولكنني اشعرُ بالاندماج اكثر معه..
لم يكن لدي توقعات، اكتب فقط من اجل المرح، صنعت عوالم وشخصيات وصفات وأحداث وأوقات، وقعت في حب بعض الشخصيات والأخرى كرهتها، تجمعت دموع في عينيّ لحظة كتابتي للحظات الأخيرة لإحدى الشخصيات التي قُتلت وزيف الأمر على أنها قضية إنتحار، وأصبحت في طيّ النسيان!
عندما انتهيت من الفصل الأول هرعت نحو شقيقتي التي تصغرني بخمسةِ أعوام، بسبب كوننا نتملك أفكارًا متشابهه اردتها أن تقرأ، اخبرتني بأنه من المذهل حقًا كتاباتي لتلك الأحداث، شعرت بشعورٍ رائع بالطبع!
أكملت كتابتها، كل يوم، كانت هي متنفسي، اشعر بأنني وقعت في دوامة رائعة ممتلئة بالاشياء المذهلة. يجب علي الان أن انهيها ولكنني اقف حائرة، في النهاية، مالذي سأفعله؟ مالذي سيحدث للشخصية الرئيسية؟ وللشخصيات الثانوية؟
هذه الأيام اشعر بأنني أقف عالقة، لم تعد الأحداث تسير كما ارغب بها، وأحذف اجزاءً وأعاود كتابة اخرى، ولكن من الطبيعي ذلك، مضى عامين! يجب أن انهيها وأبدأ بالعمل على المسودة الثانية، اريدها أن تظهر بمظهرٍ رائع، أن تنقل مشاعر الشخصيات بشكلٍ واقعي، فلا أحد يعلم، ربما أنها شخصياتٌ واقعية؟ أو هي محضُ خيال..
حين أنهيها مالذي سيحدث؟ أيضا لا أعلم اجابة هذا السؤال، ولكن حقًا آمل أن تجد على الأقل قارئًا واحدًا يعطيها فرصة..
تعليقات
إرسال تعليق