في إحدى الصباحات، رأيتها أمامي بمظهرٍ يشعّ بالحيوية والجمال، تلتفّ جذورها بتناغمٍ شديد وتتوزّع أوراقها في قمتها كمثل باقةٍ زاهية من الورد، لطالما كانت تلك النبتةُ تثير فضولي، منذ أعوامٍ ماضية لكثرة الرمزيات التي ارتبطت بها، ولكونها تدلّ على معنى قيّم في الثقافة الآسيوية.
احضر المساعد الكثير من النباتات المذهلة للمكتب صباح ثلاثاءٍ عشوائي فوضعت تلك البونساي نَصب عينيّ أريدها على مكتبي وأمام عيني طيلة الوقت، لأنها تعني الحلم والأمل والثروة والشجاعة، وكل تلك الأشياء أودّ استمرارها حولي، وفي يومٍ من الأيام نظرتُ نحوها مطولًا في منتصف عملي، وأفكرُ بالرمزية الحقيقية لها، فقد قرأتُ في مقالةٍ ما بأنها تهدى لسادة الأعمال ورواده دلالةً على تنمي كثرة النجاحات وزيادة الثروة، وبدأت بالتخيّلِ أن تلك النبتة المذهلة وُضعت على مكتبي لمعنى عميق لربما سيتحقق يومًا ما، وأصبحُ بالفعل ما أتمنى.
في تلك الأثناء امتلأ المكتب بالطبيعة الخضراء في كل زاويةٍ منه، فلدي نوعين من النبات، البونساي والبوتس بجانب بعضهنّ البعض، وحينها أدركتُ جيدًا بأنني اعشقُ الطبيعة، وأحب النباتات وأشعرُ بأنني اتنفس حقًا بجانبها.
أتعلمون يارفاق؟ لو أن المال لا يهمّ حقًا، لافتتحت متجرًا صغيرًا للنباتات لا تهمني فيه الأرباح بقدر اهتمامي بزوّاره والحديث معهم عن المعاني خلف كل نبتة ما، ونتحدّث مطولًا في المشتل خلف المتجر الذي تنسابُ من سقيفته خيوط أشعة الشمس الرائعة.
يا لحبيّ الشديد لتلك النباتات الرائعة وذلك اللون الأخضر الذي يضفي رونقًا لحياةٍ باهته.
تعليقات
إرسال تعليق